الأربعاء، 25 مايو 2016

حدث في غزة.. طلب منها ممارسة الجنس مقابل حصولها على وظيفة

 طلب منها ممارسة الجنس مقابل حصولها على وظيفة 
أثار تحقيق صحفي نشره الزميل أمجد ياغي على صحيفة الأخبار اللبنانية جدلاً واسعاً على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي , ففي وقت رحّب بعض النشطاء بالتحقيق واعتبروه سابقة صحفية اعتبر البعض ان التحقيق يمس "روح وعادات" الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

إلى نص التحقيق المنشور في الاخبار اللبنانية :

الحديث في موضوع التحرش الجنسي هو من المحذورات في فلسطين التي تتصف بأن مجتمعها محافظ وحساس في قضايا العرض، إلى حدّ أن الضحايا لا يمتلكن الحرية في الحديث عما حدث لهن، لذلك تلجأ نسبة كبيرة من النساء العاملات، اللواتي يتعرضن للتحرش، إلى الصمت، حتى لا يترتب على ذلك نتائج قد تحرمهم الخروج إلى العمل مجدداً أو تؤثر في سمعتهنّ. رغم ذلك، ومع تحذير مصادر عدة من الحديث في هذا الموضوع وصعوبة تقبّل المجتمع النتائج المترتبة عليه، تشجعت بعض الفتيات والنساء ممن تعرضن لتحرش لفظي أو جسدي، أو لرشوة جنسية، على أيدي بعض الشخصيات العامة، للحديث عما حدث لهن. ولم يكن ذلك سهلاً إلا بمساعدة صحافية أوصلت معدّ التحقيق إلى بعض الحالات وأقنعتهن بالحديث.
ومجموع الحالات التي توصلنا إليها هي 36 من الفتيات العاملات في عدة مجالات، لكن 25 منهن رفضن الحديث بالتفاصيل الكاملة، ووافقت 11 على ذلك بشرط ألا يفصح عن أسمائهن. ومنهن من وافقن على الحديث عبر جهاز التسجيل الصوتي، وأخريات اشترطن الكتابة الورقية فقط. ومن هذه الحالات تعرض 20 لتحرش جنسي داخل عملهن، و10 طلب منهم «رشوة جنسية»، فيما تعرضت ست لاعتداء جنسي داخل مكان العمل.

موظفو مؤسسات دولية

"دينا"، اسم مستعار لفتاة تبلغ 27 عاماً، وتعمل في الصحافة. قبل عام ونصف، وعبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، تلقت رسالة من موظف كبير في «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ـــ الأونروا»، بعدما شاهد صورتها الشخصية. كان ذلك الموظف الشهير بين الصحافيين يستفسر هل هي صاحبة الصورة أم لا، وعندما أجابته أنها هي، قالها لها مادحاً: «صورتك حلوة ومنورة وما شاء الله قمر»، لكنها تقبلت تعليقه نظراً إلى فارق السن ومنصبه المهم على أنه مديح.
صار هذا المسؤول الكبير يتواصل معها، ولاحظ أنها بعد مدة نشرت على صفحتها منشوراً يعبّر عن يأسها لتوقفها عن العمل في وكالتها الإخبارية، وأنها بحاجة إلى عمل. مباشرة بدأ ذلك المسؤول بالحديث معها وعرض عليها المساعدة، وأن تحضر أوراقها الرسمية إلى مكتبه. لكنه عند حضورها، حاول الاقتراب منها ولمسها، فابتعدت وغادرت، وفي اليوم التالي كان صريحاً أكثر، فقد طلب منها ممارسة الجنس معه مقابل حصولها على الوظيفة، ما أصابها بالصدمة، ودفعها إلى قطع التواصل معه. 

كانت هذه الواقعة صدمة على حياة "دينا"، فهي بطبيعة عملها تتعامل مع فئات عدة، ولم تكن تستبعد استغلال بعض الموظفين أو الشخصيات العامة للفتيات، لكن طبيعة منصب الشخص الذي فعل معها ذلك أفقدتها الثقة بأن تستطيع محاسبته، خاصة أن المجتمع «يشكك في نزاهة الفتاة إن تحدثت عن الشرف»، كما قالت.
وخلال البحث في آلية محاسبة موظفي «الأونروا»، وجدنا أن اتفاقات موظفي الأمم المتحدة التي تتبع لها «الأونروا» تعطي حصانة لهم، فلا يستطيع القضاء الفلسطيني محاسبة موظفيها، أو حتى تتبّع شكوى من الشرطة ضدهم في غزة. يشرح ذلك أستاذ القانون الجنائي والقاضي عبد القادر جرادة، مشيراً إلى اعتماد الأمم المتحدة على اتفاقية امتيازات وحصانتها الموقعة مع الدول التي تستفيد من برامجها أو تضم لاجئين.
على صعيد المؤسسات الدولية أيضاً، فإن "م. أ." التي تبلغ 28 عاماً، تعرضت لابتزاز من أحد مموّلي المشاريع الحقوقية، وهو يعمل مدير مؤسسة دولية في غزة، مقابل أن تخرج معه وترافقه، فيما يمنحها عملاً في أحد المشاريع التي تموّلها مؤسسته. وكانت "م. أ." تعمل مدربة في مجال حقوق الإنسان لمجموعة شبابية مع مؤسسة أهلية، ضمن مشروع مموّل من مؤسسة هذا المموّل الدولية. في البداية كان المموّل يبادلها المواد التدريبية، ثم صار يتواصل معها، وصولاً إلى «فايسبوك». لكن خلال استراحة أثناء لقاء تدريبي تحدث معها فجأة عن غياب التثقيف الجنسي في مجتمع غزة، رغم أن موضوع التدريب الذي تعطيه بعيد عن هذا المجال.
وأضافت: «فهمت أنه يريد التمهيد لعلاقة جنسية، وقلت له لا داعي للحديث في هذا الموضوع لأنه لا علاقة له بطبيعة عملنا، ومن يدرك هذه الثقافة يحتفظ فيها بداخله». لكنه لم يتوقف من الحديث معها وهي تحاول منعه، إلى حدّ بات يعرض عليها ما لديه من أملاك لإغرائها، كذلك عرض عليها وظيفة في أحد المشاريع التي تموّلها مؤسسته براتب جيد. ثم بيّن لها أنه يستطيع التوسط لها في إحدى المؤسسات التي قدمت طلب وظيفة فيها، شرط أن تأتي إلى مكتبه قبل ذلك.
وبسبب الرفض المستمر منها، استُفزَّ المموّل وأخبرها أن المشروع الذي تعمل فيه لن يجدد رغم وعود سابقة منه بالتجديد للمؤسسة الأهلية. ولاحقاً اكتشفت أنه كان يتواصل مع بعض الفتيات المتدربات في المشروع وحاول التقرب منهن، ولكنه حصل على رد قاس أيضاً. تضيف "م. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق